بداية ولنكن متفقين هذه التدوينة ليست مدعاة لليأس ابدا ولا مدعاة للبكاء على اللبن المسكوب ولكنها محاولة منى لتوضيح الواقع وكيف نتغلب عليه

تبدأ الحكاية من اكثر من 7 سنيين عندما قررت بكامل ارادتى وبالمخالفة مع ارادت والدتى باختيار كلية الصيدلة . كان املى فى دخول الكلية هو حبى للجانب العملى اكثر من الجانب الاكاديمى والنظرى بالاضافة لعشقى لمادة الكمياء و حلمى بان اقوم بعمل معمل خاص بى فى الدور الاول ببيتنا (الاحلام مش بفلوس )

وبامكاننا اعتبار هذا هو المشهد الاول فى القصة

المشهد الثانى يتجسد فى عملية اختيارى للتخصص الذى اريد ان اعمل به بعد انتهاء دراستى . فى السنة قبل الاخير من الانتهاء من الدراسة كان تقريبا القرار قد حسم بالاتجاه الى العمل فى مجال مراقبة الجودة داخل مصانع الادوية وترسخ بجانب ذلك القرارت المتخذه سلفا بعدم ملائمة العمل فى الصيدليات الاهلية ولا العمل كا مندوب دعاية او ما يعرف ب(medical rep.

ولذلك لعدم وجود اى تقاطع بين هذه الاعمال وطموحتى وهدفى من دخول الكلية

ثم جاء العام الاخير الذى تغيريت فيه اتجاهاتى بصورة اعتبرها صغيرة وليست كبيرة تتمثل فى تغير المجال من الرقابة على الجودة الى مجال البيوتكنولوجى فى قطاع الابحاث والتطوير

كان لهذا القرار دعامات كثيرة منها عشقى لمادة البيوتكنولوجى واحساسى بانى قد وجدت ضالتى فيها وانها يتتقاطع تقريبا مع صفاتى الشخصية من حيث التجديد الدائم والبحث عن المجهول بالاضافة الى هذا هو بزوغ هذا العلم كعلم المستقبل بالنسبة للصناعات الدوائية واننا يجب علينا كمسلمين ان لا نتخلف اكثر من تخلفنا ولنبدأ مع العالم ونشاركه اهتماماته العلمية منذ البداية ولا نتركه وحيدا.


 

بالاضافة الى ذلك ترسخت لدى قناعة بان اجراء اى نوع من الدرسات العليا داخل مصر هو ضرب من اضاعة الوقت وا اللا فائدة فبحثى عن العلم فقط وليس الاسماء والمسميات هو الذى جعلنى ارسخ هذه المعلومة فى عقلى

بعد الانتهاء من الدراسة والبدء فى النزول الى معترك الحياة بدأت العمل بشكل مبدأى فى صيدلية اهلية لحين الانتهاء من تحديد موقفى من الخدمة العسكرية والتسجيل فى النقابة والشروع فى بدء التكليف الحكومى

كانت خطتى فى ذلك الوقت تقتضى بايجاد مكان جيد من خلال التكليف للعمل به (مكان بحثى او مصنع ادوية) اخذ منه خبرة عملية انتقل بعدها الى احدى المصانع الاستثمارية لجمع المال للاستعداد للسفر الى ماليزيا لاكمال دراستى فى مجال البيوتكنولوجى هناك

وبالفعل بدأت فى دراسة الوضوع ومراسلة الجامعات الماليزية حتى اننى خطرت فى بالى خاطرة وهى الهجرة الى ماليزيا ولما تواصلت مع السفارة الماليزية اعلمونى بانه ليس هناك هجرة الى ماليزيا وانما عقود عمل فقط.

طبعا لضيق ذات اليد لم يكن امامى اى خيار سوى تجميع الاموال اللازمة على الاقل لدراسة عام واحد فى ماليزيا ثم بعد الاستقرار هناك احاول ايجاد عمل مما دفعنى للتفكير فى السفر للعمل فى السعودية لمدة سنتين لجمع المال اللازم ولكن اثنانى عن هذا الخيار هو كرهى للعمل فى الصيدليات الاهلية وصيدليات المستشفيات على السواء بالاضافة الى الوضع الذى لا اقبله للصيادلة العاملين فى المملكة والذى يعاملهم به ارباب العمل


 

عقد العزم على السير فى الخطة (الف) وهى ايجاد مكان جيد للتكليف ومن ثم ايجاد مكان داخل الشركات الكبيرة بعد التزود بالخبرة اللازمة

وبدأت رحلة المعاناه بدأت فى البحث عن المكان

كان امامى مكانان

الاول فى هيئة الرقابة على الادوية والابحاث

الثانى فى شركة القاهرة للدوية

ذهبت للاول وكلى امل لاننى قد تدربت هناك خلال فترة دراستى وذهببت الى رئيسة الشعبة وكان لقاء ناجح فاخبرتنى انها موافقة على العمل معها وقدمت الطلب مزيل بتوقيعها خلف الطلب وكان هذا اجراء متعارف عليه فى الهيئة (علشان مفيش حد بيخش غير بواسطة)

ولكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن

الدكتوره المحترمة رئيسة الهئية على خلاف مع رئيسة الشعبة فالمسار الطبيعى لطلبى هو الرفض(ما علينا بعد كده اكتشفت انه الصالح لى كان الرفض وليس القبول)

بقى امامى المكان الاخر الذى اعتمد عليه بعد الله لا نهائه هو رجل صاحب الصيدلية ويعمل فى شركة القاهرة للادوية والذى كونت معه علاقة قوية جدا الى الان

واعترف ان هذا كان اكبر خطأ ارتكبيه فى حياتى(اكتشفت بعد ذلك اننى لى معارف يسطيعون بمكالمة تليفونية تعينى فى الشركة عن طريق التكليف)

المهم فى النهاية اضررت للاغاء التكليف علشان الترشيح جالى مدرية الشئون الصحية بالقليوبية (وكان هذا خطأ افدح من سابقه)

بعدما اوصدت فى وجهى ابواب كلا الطريقين المؤديين الى هدفى

لاح امامى طريق اخر

نستكمل قصة هذا الطريق فى التدوينة القادمة

ونأسف للاطالة

EmAmM1